الفصل الأول
في طفولتي رأيت شجرة التوت البرية تمشي باتجاه بيتنا الترابي المخلع، وباتجاه كل البيوت، ورأيتها تلم الجيران تحت أغصانها، ورأيت صاحبها أبا يوسف رجل القرية العتيق، وسمعته يحكي حكايات طيبة عن العيش والأيام، وسمعته يغني أغنيات: تشبه برد الصيف ورنين أصوات المراعي.
في يوم من أيام المدرسة، ونحن نهم بالسير عبر الدرب المؤدي إلى المدرسة، استوقفتنا شجرة التوت... واستوقفنا صوت أبي يوسف وهو يحكي لابن الأحمد وابن الصبرة وابن الصالح:
[size=12]-هل سافرت يا ابن الأحمد إلى تركيا؟
[size=12]-لا... لم أسافر...
[size=12]-وأنت يا ابن الصبرة هل سافرت إلى تركيا؟؟
[size=12]-لا... لم أسافر...
[size=12]-أنا سافرت سيراً على قدمي إلى استانبول...