خطوة موفقة على درب وعر *ميخائيل عيد*
علامة مفرحة أن تظل تكتب وتكتب وأن تظل تتقدم..بعض الكتاب يتألق في ما يشبه الفجاءة ثم ينطفئ وبعضهم يسير وئيداً على درب الإبداع يغالب الصعاب في كل خطوة ويتقدم معبداً دربه راسخ الخطوات.. وبعضهم يبقى متأرجحاً عند الحدود الوسطى وما دونها... والمسيرة الطبيعية هي مسيرة الفريق الثاني...
الأستاذ صبحي سعيد كاتب وصحفي بدأ منذ سنوات يكرس نشاطه لأدب الأطفال... وأدب الأطفال عندنا وفي الوطن العربي محتاج إلى تضافر المزيد والمزيد من جهود المبدعين في أكثر من ميدان من ميادين الفن... والأستاذ صبحي من الذين يكتبون ويتقدمون ويعمقون تجربتهم كي تكون أزهارهم أجمل وكي تكون ثمارهم أشهى وأنفع.
[size=16]في عمل الأستاذ صبحي سعيد الجديد واحد وعشرون عنواناً تتكامل مضامينها فيحار المرء في تسميتها... فهل هي أضمومة جميلة من قصص الأطفال أم هي رواية جميلة للأطفال توزعت على واحد وعشرين عنواناً؟ القصة منها مكتفية بذاتها لكن أختها التي تليها تغنيها وتزيدها اكتفاء وكمالاً...
[size=16]موضوع القصص ـ الرواية واحد لكنه فسيح يتسع لهموم أبناء الشهداء في ظل الاحتلال الصهيوني ولأحلامهم بالمستقبل الذي قدم أهلهم دمهم في سبيله، وهم بدورهم يعملون من أجله غير ضانين بشيء حتى الدم.
[size=16]هنا، وسط الظلام الحاقد وبين مخالب الضغائن ومع غبار أنقاض المنازل المدمرة تتألق وجوه مفعمة إنسانية وتولد شموس محبة وتتصاعد أنغام الحنان والألفة والتعاضد فكأنما الكوارث تحفز الأخيار على فعل المزيد من الخير وتدفع المحبين الشرفاء إلى إبداء المزيد من الحب والإخلاص والشرف، تصير وجوه هؤلاء ملامح تنير عالمنا الداخلي وتغنيه.
[size=16]ثمة قصص تحتاج إلى أكثر من وقفة تأمل وإلى أكثر من قراءة أخص بالذكر منها قصة "الزيارة"... فهي جميلة الجميلات بين أخواتها... أو هكذا خيل لي...
[size=16]العمل كله خطوة موفقة آمل أن تتبعها خطوات وخطوات على دروب الإبداع الوعرة...