غــــزال
غزال سديميّ تراءى ليَ الليلَهْ
فما كان إلاّ أن أضاء المدى كلّهْ
[size=12]تحدَّر من أقصى غمامات عالمي
[size=12]وكانت شريداتِ البصيرةِ، معتلَّهْ
[size=12]وألقى على روحي بأطياف نوره
[size=12]أنا المختفي في ظلمةٍ تلدُ الظُّلمَهْ
[size=12]تلقّيتُ عينيه اللّتينِ أشعَّتا
[size=12]بعينين أرمي فيهما كلَّ ما أتى
[size=12]ورحتُ -كبرقِ الغيب- أسمو إلى القمَّهْ...
[size=12]
[size=12]غزالٌ سديميٌّ...
[size=12]تَهَّيجتُ فيه صورةَ القلب إذْ أَجْرى
[size=12]بفضَّته العذراء في اللَّحظة العذرا
[size=12]
[size=12]وبالحبِّ يَطْوى خطوتي ويمدّها
[size=12]إلى آخر الأشواق، مجنونةً حيرى...
[size=12]
[size=12]غزالٌ أراقَ الكأسَ فوق حجارتي
[size=12]أنا بيتُ ميلادِ الهيام، ومايَهْمي.
[size=12]به مالئٌ قَلْبي، به كاتبٌ اسمي
[size=12]هيامٌ تناءَى الرّوح في فَلواتِهِ
[size=12]كرحلةِ مجنون يفتّشُ عن أنثى
[size=12]رَمْته كحقلِ اليأس تحرثُهُ حَرْثا
[size=12]غزالٌ بلا جسمٍ تقدَّم صاعداً
[size=12]غيوبَ دمي العليا، فغامَتْ به الرؤيا
[size=12]مزيجاً من الألوان كانَ، كثيفا
[size=12]تناثرَ في صمتِ الهواء خفيفا
[size=12]وأنشدَني من طيّبِ الذِّكْر سورةً
[size=12]تفطّرَ منها القلبُ منكسرَ النَّبْضِ
[size=12]وكنتُ حزيناً أستديرُ على بَعْضي
[size=12]أهذا أبي من قبره قام، راشقاً
[size=12]ندى اللَّه قدسيّاً على جسد الأرضِ؟
[size=12]ولكنَّ هذا الصَّوت صوتُ حبيبتي
[size=12]بكيتُ له من ألف عامٍ... فهل أبكي
[size=12]له الآن، إذ تنمو فروع قصيدتي؟
[size=12]
[size=12]وأوقفني في موقف الشَّكِّ، قال لي:
[size=12]أنا السّرُّ، والبوحُ القديمُ، أنا الأوَّلْ
[size=12]أنا آخرُ الأشياء في بُعْدِها المُهْمَلْ
[size=12]أنا الذَّكَرُ، الأنثى، الفضاءُ وقيدُهُ
[size=12]أنا قبحُكَ الموروثُ، والأجمل الأجمل...
[size=12]
[size=12]بكيتُ له من ألفِ عامٍ، فهل أبكي
[size=12]وقلبي "عصيُّ الدمع" في موقف الشَّكِّ؟