// مساءات اليوم الآخر//
الوقت يزرع في وعاء الصّمْتِ،
أغنية اليتامى،
والطريق تتوهُ، بين سنابل الأحياءِ،
أو قل:
تختفي كل الدّروب،
مع المساءات الحزينة،
ساعةً،
تشدو المدينةُ،
دون موسيقى،
وساعاتٍ،
تناجي عالم الأمواتِ،
والقبر استعادتْه الحقيقةُ
والخيال أساورُ امرأةٍ،
تُنَصَّبُ للجمالْ.
للوقْت أسماءٌ،
وللأسماء،
آلاف الينابيع الغزيرة
والمياهُ، تغور في شفةِ السّؤالْ،
ما زالت الأنوار تستعلي،
ولكن،
دون مسٍّ بالنّوى
دون اشتهاءْ
في موسم الإحداب؛
ترتفع المياهُ،
ولا سلامٌ بين ماء البحر،
والسَّهل المغطى باليباسِ،
فما تزال النارُ تسْتهوي بساتين الحزانى،
والدّروب تشعّبتْ.
وعواصف الصحراءِ،
تقتلعُ النّخيلْ.
كلُّ النّساءِ القادماتِ،
زوابِعٌ،
والعُرّيُ،
أنثى،
منْ خريف الموسمِ الآتي
ومِنْ دَمْع السّماءْ.
القادمون إلى المدينةِ،
ثَلّةٌ
والهاربون مَعَ الرّياحِ،
قوافِلٌ
والقاعدون،
يعانقون الصَّمْتَ،
والدّنيا،
رداءٌ للغَضَبْ
http://www.awu-dam.org/book/98/poetry98/140-m-a/140-M-A.zip