الجـــرح العربــي
أمْسَتْ تعانقني،
على طيفِ الرّحيلِ،
[size=12]تجيئني الأحلامُ،
[size=12]مِنْ جُرح القصيدةِ
[size=12]أبدأ المشْوار،
[size=12]أوغِل بين أدغال المسافةِ
[size=12]تحت داليةٍ أقطّر دمْعتي
[size=12]والصّمت يبتدئ السّؤال
[size=12]ولا مفرَّ
[size=12]وقدْ تدغدغني الشّجونُ عن السُّلافةِ
[size=12]أنتشي في لحظةٍ،
[size=12]واللّيل يُسكِر مُقلتيَّ
[size=12]فكيف أجْهشُ في البكاءْ
[size=12]عيني ترى عند امْتثالِ الجْرُحِ أغنيةً
[size=12]وقلبي.. مِنْ جَنى الأسرار،
[size=12]يعصرهُ الجْفاءْ.
[size=12]بالأمْسِ كُنْتُ هديَّةً للعابثينَ،
[size=12]وما رأيْتُ دُخان أضحيتي،
[size=12]على نار المواقدِ،
[size=12]والعداةُ يصادرون الرّيحَ من حول الأثافي،
[size=12]ينشرون الرُّعبَ،
[size=12]ينتشرون في عرض البلادِ..
[size=12]على مسافةِ جُرحنا المفتوحِ..
[size=12]يبتدعون أغنيةً،
[size=12]يردّدها عبيدُ الشّهوةِ الأسرى
[size=12]على شَبَق اللّقاءْ
[size=12]والرّابضون على الجْبالِ،
[size=12]يقلّمون الوقْتَ
[size=12]والغزلان تنفر في البراري،
[size=12]أيَّنا صار الطريدةَ
[size=12]والمدى عصفورة أرخَتْ جناحَيْها،
[size=12]وتاهَتْ في الفضاءْ
[size=12]قالَتْ لي الخنساءُ
[size=12]-في يوم الفجيعةِ، والدّماء تفورُ في أَجْسادنا-:
[size=12]انهزمَ الغزاةُ،
[size=12]وكانت الدّنيا على وَشَكِ الهروبِ..
[size=12]فهل يبدّدني ابتداءٌ؟!
[size=12]أوْ يجمّعني انتهاءْ؟!
[size=12]وأصارع الأهوالَ،
[size=12]فالتّرحال مصيدةٌ على مرمى دروبِ الحزْنِ،
[size=12]والصّيادُ أنثى منْ رعاةِ الطّهْرِ،
[size=12]أرْختْ مُقْلتيها،
[size=12]وارتمَتْ في هودجٍ،
[size=12]ويلفّها ثوبٌ مِنَ العشقِ المجسَّدِ،
[size=12]همسةٌ حُبَلى لسيِّدةِ الظّلال.
[size=12]كنَّا على مرمى الدّموعِ،
[size=12]نقلّمُ الأظفارَ،
[size=12]نُحيي ليلةَ النّصْر الكبيرِ،
[size=12]وننشدُ الأشعارَ،
[size=12]نبني نشْوة الأفراح مائدةً،
[size=12]على رُفّ كبير مِنْ رُخَامْ
[size=12]مِنْ طهر أفئدةِ اليتامى والنّساءِ،
[size=12]الوقْتُ يسْكنُ في الرّمادِ
[size=12]وكنت أقرأ في سِوارِ اللّيْلِ،
[size=12]أسماءَ العواصفِ..
[size=12]مِنْ شقوقٍ شقّها التيّارُ،
[size=12]أستجدي النبّوءة،
[size=12]أنْ يحار السّمْتُ،
[size=12]فالإعصارُ لا زَمَنا
[size=12]على درْبِ الشّقاء.
[size=12]قالوا:
[size=12]تبعَثَرتِ الشّظايا
[size=12]فاستعدْتُ قراءتي،
[size=12]ورسَمْتُ مِنْ قَلقِ التّمائم،
[size=12]غضبةَ الجدرانِ.. أدعيةً،
[size=12]بدمْع خطيئتي،
[size=12]وبدأت أبتدعُ التيمَّمَ بالتّرابِ،
[size=12]فتلْكَ مملكةٌ
[size=12]ولا ماءٌ يُهّيئني
[size=12]ومِنْ حولي ينابيعٌ تجودُ على البحارْ
[size=12]أتكونُ عاشقتي وحيدةَ عصرها؟!
[size=12]ويغيبُ صوتي في هديرِ الصّمْتِ
[size=12]أسفحهُ على نهدْين،
[size=12]أزهاراً لتفّاح الخطيئةِ،
[size=12]سورةً لبداية الخلق القديم..
[size=12]وما رأى قابيلُ أنّ الدّمع،
[size=12]قد سبَقَ التبحَّرَ بالغْناءْ
[size=12]هُمْ علّموني:
[size=12]أنّ مفتاحَ الرّجاءِ قصيدةٌ
[size=12]وبأنّ أفئدة التّجلّي
[size=12]ربّما تهوي
[size=12]فهل يلتفُّ حول رقابِنا حبلُ العتابْ؟!
[size=12]وبدأْت ألعَنُ وحدتي،
[size=12]والبحر متّسعٌ،
[size=12]ولا أجدُ المراكبَ،
[size=12]والمياهُ تتوهُ منْ لونِ السّماءْ
[size=12]ما بين أغْنيتي..