الشيخ :
حَقَّاً.. كانَ طريقُ الدمِ في أرضِ الشامِ طويلاً
أطولَ مِن بُعْدِ الشمسِ
وهذا الليلُ طويلٌ
والإنسانُ لهُ وجهانْ
وجهٌ للحبِّ ووجهٌ للطغْيانْ
والحَبْلُ بكفِّ السلطانِ طويلْ
(يضاء المكان.. كبزوغ الفجر. مع انتشار الضوء تظهر سيدة جميلة ومهيبة تنظر حولها بذعر. تتقدم من الشيخ الصامت المحدق إلى الأفق. تغني بلهجة حزينة. خلال زمن الأغنية يظهر سبعة رجال من أماكن متفرقة من بين الجمع الموجود في المكان. يظهرون تباعاً.. وكأنهم يستجيبون لغنائها)
السيدة : (غناء)
عَفْو الذي غاصَتْ بهِ الكُتُبُ
وسمَتْ إلى أجفانِهِ السُّحُبُ
وتشكَّلَتْ بيديهِ ملحمَةٌ
والصبحُ مِن عينيهِ- يختضبُ
(يظهر الرجلان الأول والثاني ويتقدمان نحوها)
وطَوى بساطَ الليل فانفردَتْ
طَوْعاً أمامَ جَوادهِ الحُجُبُ
هل أمحلَتْ قَهراً مواسِمُهُ
وتكسَّرَتْ في دارِهِ القُضُبُ؟
(يظهر الرجلان الثالث والرابع ويتقدمان نحوها)
لو جاءَ يسأَلُ: أينَ سُنْبلَتي؟
وحُداءُ قافِلتي؟
وصَباحُ مَلْحَمَتي؟
وجُموحُ أشْرِعَتي؟
أيُجيبُهُ الطاغوتُ والكَذِبُ؟
(يظهر الرجال الخامس والسادس والسابع. يشكلون مع رفقائهم الباقين ما يشبه القوس أمام السيدة. يغنون بصوت واحد)
أنُجيبُه؟ سنجيبُ:
لا الطاغوتُ.. لا الكَذِبُ
لكنَّها مِنْ بَعْدِ صَحْوَتِها
مالَتْ بِها الحِقَبُ
فتَناثَرَتْ والريحُ تَحْتَطِبُ
(تختفي السيدة وهي تنظر إلى الشيخ نظرة حزينة. الرجال السبعة يقتربون من الشيخ ينشدون معا)
اشهَدْ ما دمتَ الشاهِدْ
اشهَدْ يا شيخَ العُشاقْ
إنّا جئنا.. نكتبُ سَطْراً
ونُجدِّدُ خضرةَ هذي الأوْراقْ
الشيخ :
ماذا أسمعُ في الليلِ المبسوطٍ على الشامْ؟
السبعة : (غناء)
تَسمَعُ خُطُواتِ الشامْ
توقِظُ أكْبادَ بَنيها
الشيخ :
ماذا أبصِرُ
في الزمنِ المشدودِ كما وتَرٌ في قُطْبَينْ؟
السبعة : (غناء)
تُبصرُ سِرّاً مِن أسرارِ الشامْ
زَغْرَدَ بعدَ الصمتِ دَماً
وحَمامَ الشّامْ
وبِدايَةَ صُبحِ الشامْ
وجراحاً دافِقةً تغسِلُ صَمْتَ الشامْ
تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب
http://www.awu-dam.org/book/02/dramas02/371-H-B/371-H-B.zip
..............................................................تحياتي......................................