مقدمــــــــــة:
هل بإمكاننا أن نحدّد "الحضور الأدبي" لاوجين يونسكو ونحن في عام 1970؟
ذلك أمر مشكوك فيه لأن أوجين يونسكو لم ينه أعماله الأدبية، ولا يمكن التنبؤ بالتوجهات المستقبلية، ولا توقّع التحولات الخفية في "دروب الإبداع الأدبي".
أكثر من ذلك، فإن نجاح كاتب في زمنه من شأنه أن يشكل درجةً لا أكثر؛ فالمواضيع التي يعالجها، والتقنيات التي يستخدمها والأسلوب الجديد الذي يلجأ إليه قد توافق حساسية الجمهور، تمتدح ذوقه، وقد تخدع أيضاً، وغالباً ما تكون الغرابة قانوناً جمالياً، ومعياراً ذا قيمة عظيمة.
إن شروط ممارسة النقد مشبوهة في نهاية الأمر، فهل تعبّر الشروحات المستفيضة للأعمال الأدبية المعاصرة عن شيء غير الموقف الشخصي والالتزام لدى الناقد؟
ظهرت مسرحية المغنية الصلعاء منذ عشرين عاماً، ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً لم تفارق مسرح لاهوشيت. الأمر إذن ليس نجاح موضة عابرة، إنه عمل "كلاسيكي"، ومن الصعب تعداد عروض مسرحيات "اميديا" "الكرامسي" "الكركدن" "الملك يموت". كل مساء وفي كل مكان على الكرة الأرضية، وفي مختلف اللغات، يرتفع الستار عن مسرحية ليونسكو.
تضم أعماله أكثر من ثلاثين مسرحية واسكتشاً؛ نكتشف فيها ثوابت واتجاهات راسخة لا أقوالاً معادة وثرثرة. لا يعالج يونسكو الأفكار نفسها ولا يلجأ إلى نفس الأسلوب. إنه لا يكرر أبداً، فمن مسرحية إلى أخرى نراه يعمّق فهمه للعالم وبحثه الجمالي. إنه يقدّم تصوّره للعالم في أشكال مسرحية متجددة.. إنه يسجل الوعي العميق لعصره. فمسرحه، ذو المغزى، الذي يمثل عصره، عبارة عن بحثٍ دؤوب عن الواقع وتحديدٍ لنظام من القيم.
من المناسب إذن أن نتجاوز الموقف الشخصي الهجومي للنقد المعياري الذي أدرك، مع مرور الزمن، قيمة الخلق الأدبي، وتكرار تقديم العمل المسرحي. إن دراسة أهداف الكاتب والمؤثرات التي كوّنت احساسه وخياله تمثل مفتاحاً للتفسير والتوضيح. إن دراسة وتحليل المغامرة المسرحية التي عاشها يونسكو يسمحان بتحديد فن مسرحي أعاد الأشكال التقليدية إلى قفص الاتهام، كما يسمحان بفهم منهج عملي تطبيقي يريد البحث من جديد عن أصول المسرح، والكشف عن مغزى هذه الرسالة الغامضة.
لقد تفضّل السيد أوجين يونسكو مشكوراً بقراءة هذا العمل وهو في مرحلة الإعداد وقد أرشدني إلى فكرة للكاتب هنا، أو طرفة ثمينة هناك، تُساعدان في فهم المسرح، وهنا أتوجه إليه بالشكر الجزيل.
ك.1
تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب
http://www.awu-dam.org/book/99/study99/213-h-k/213-H-K.zip
هل بإمكاننا أن نحدّد "الحضور الأدبي" لاوجين يونسكو ونحن في عام 1970؟
ذلك أمر مشكوك فيه لأن أوجين يونسكو لم ينه أعماله الأدبية، ولا يمكن التنبؤ بالتوجهات المستقبلية، ولا توقّع التحولات الخفية في "دروب الإبداع الأدبي".
أكثر من ذلك، فإن نجاح كاتب في زمنه من شأنه أن يشكل درجةً لا أكثر؛ فالمواضيع التي يعالجها، والتقنيات التي يستخدمها والأسلوب الجديد الذي يلجأ إليه قد توافق حساسية الجمهور، تمتدح ذوقه، وقد تخدع أيضاً، وغالباً ما تكون الغرابة قانوناً جمالياً، ومعياراً ذا قيمة عظيمة.
إن شروط ممارسة النقد مشبوهة في نهاية الأمر، فهل تعبّر الشروحات المستفيضة للأعمال الأدبية المعاصرة عن شيء غير الموقف الشخصي والالتزام لدى الناقد؟
ظهرت مسرحية المغنية الصلعاء منذ عشرين عاماً، ومنذ أكثر من خمسة عشر عاماً لم تفارق مسرح لاهوشيت. الأمر إذن ليس نجاح موضة عابرة، إنه عمل "كلاسيكي"، ومن الصعب تعداد عروض مسرحيات "اميديا" "الكرامسي" "الكركدن" "الملك يموت". كل مساء وفي كل مكان على الكرة الأرضية، وفي مختلف اللغات، يرتفع الستار عن مسرحية ليونسكو.
تضم أعماله أكثر من ثلاثين مسرحية واسكتشاً؛ نكتشف فيها ثوابت واتجاهات راسخة لا أقوالاً معادة وثرثرة. لا يعالج يونسكو الأفكار نفسها ولا يلجأ إلى نفس الأسلوب. إنه لا يكرر أبداً، فمن مسرحية إلى أخرى نراه يعمّق فهمه للعالم وبحثه الجمالي. إنه يقدّم تصوّره للعالم في أشكال مسرحية متجددة.. إنه يسجل الوعي العميق لعصره. فمسرحه، ذو المغزى، الذي يمثل عصره، عبارة عن بحثٍ دؤوب عن الواقع وتحديدٍ لنظام من القيم.
من المناسب إذن أن نتجاوز الموقف الشخصي الهجومي للنقد المعياري الذي أدرك، مع مرور الزمن، قيمة الخلق الأدبي، وتكرار تقديم العمل المسرحي. إن دراسة أهداف الكاتب والمؤثرات التي كوّنت احساسه وخياله تمثل مفتاحاً للتفسير والتوضيح. إن دراسة وتحليل المغامرة المسرحية التي عاشها يونسكو يسمحان بتحديد فن مسرحي أعاد الأشكال التقليدية إلى قفص الاتهام، كما يسمحان بفهم منهج عملي تطبيقي يريد البحث من جديد عن أصول المسرح، والكشف عن مغزى هذه الرسالة الغامضة.
لقد تفضّل السيد أوجين يونسكو مشكوراً بقراءة هذا العمل وهو في مرحلة الإعداد وقد أرشدني إلى فكرة للكاتب هنا، أو طرفة ثمينة هناك، تُساعدان في فهم المسرح، وهنا أتوجه إليه بالشكر الجزيل.
ك.1
تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب
http://www.awu-dam.org/book/99/study99/213-h-k/213-H-K.zip