مــــدخل تاريـــــــخي للـفـــترة المدروســـــــة
الحالة السياسية:
يقتضي منهج الدرس تأطيراً سياسياً واجتماعياً وثقافياً للحقبة التاريخية التي اكتنفت ظهور هذه المدونة وحددت المسار المتميز للقصيدة عن سابق عهدها ووجهت مضامينها واختياراتها الفنية.
[size=12]وتتزامن هذه الحقبة مع الفترة التي عرفت فيها موريتانيا عهد الدولة المركزية وبدأ فيها المجتمع بالتقرير والاستقرار والتواصل مع الخارج.
[size=12]لقد شهدت موريتانيا منذ الخمسينيات من هذا القرن اهتماماً بالتكتلات السياسية كان الأول من نوعه في البلاد(1) وبدأ الحديث يجري في الساحة حول مصير البلاد ومطالبها في الاستقلال.
[size=12]وهكذا تم الإعلان عن ميلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية كدولة متمتعة بالحكم الذاتي، ولمواجهة التحديات العديدة التي تعرضت لها، اتجه تفكير المسير الوطني إلى البحث عن آليات مناسبة لتحقيق الوحدة السياسية.
[size=12]وقد جاءت نداءات"المختار ولد داداه" المتكررة للمعارضة بتاريخ مايو 1957 وديسمبر في نفس السنة تمهيداً لتوحيد الأحزاب الذي دعي له من خلال مؤتمر"ألاف" التوحيدي في مايو سنة 1958، وتمخض هذا المؤتمر عن تأسيس حزب التجمع الموريتاني، إلا أن قوى عديدة بقيت خارجه مثل: حزب النهضة الوطنية الذي بات منبراً للمعارضة الجديدة(2) .
[size=12]وقد أعطى المؤتمر دفعاً كبيراً لشخصية ولد داداه حيث خرج منه أميناً عاماً لحزب التجمع الموريتاني المسيطر على أغلبية المقاعد في الجمعية الإقليمية33/34) ورئيساً للحكومة ذا صوت قوي على الساحة الوطنية.
[size=12]ومع التطورات اللاحقة حصلت موريتانيا على استقلالها في 28 نوفمبر 1960 كغيرها من المستعمرات الفرنسية في إفريقيا، وتم وضع دستور الاستقلال سنة 1961 وانتخب المختار بن داداه أول رئيس للجمهورية، فبدأت ملاحقة الأحزاب السياسية لحلها وإقامة نظام الحزب الواحد.
[size=12]إلا أن عوامل سياسية وظروفاً إقليمية ودولية تآزرت مع الحالة في الداخل وحدّت من فاعلية حدث الاستقلال مما جعل التلاقي مع العالم الخارجي ظل محدوداً وخاصة منه العالم العربي.
[size=12]ولم يبدأ الاتصال بالعالم العربي إلا منذ 1964 بعد ما انعقد مؤتمر الوحدة الإفريقية بالقاهرة فأعلنت مصر اعترافها الرسمي بموريتانيا وأوفدت مبعوثين لزيارة البلد، وهكذا بدأت الاتصالات بالعالم العربي تنمو رويداً رويداً حتى تم انضمام موريتانيا إلى الجامعة العربية سنة 1973.