"النفي إلى ذاكرة الصَّمت"
وحدي
أتجوَّل في أقليم الضوءِ
[size=12]أطارد أنسامَ الظل الهاربِ
[size=12]من منفى الغاباتِ
[size=12]إلى الزمن الغاربْ
[size=12]وحدي
[size=12]أتحسَّسُ في نوء الكلماتِ
[size=12]صريرَ الريحِ على حاشيةِ الفيءِ
[size=12]فأهربُ
[size=12]من زمن الطوفانِ
[size=12]إلى طقس النيرانِ
[size=12]لأكتبَ
[size=12]
[size=12]أو أتقرَّى
[size=12]في ردهات الوقتِ
[size=12]نزيفَ التاريخ الآيبْ
[size=12]وحدي
[size=12]ولهاث العشبِ
[size=12]نبايع أنفاسَ الأرضِ
[size=12]نلوّنُ بالأفكارِ
[size=12]تضاريسَ الزمن الشاحبْ
[size=12]نرسلُ في ميناء الصمتِ
[size=12]قواربَ مجهولٍ ينأى
[size=12]ثم يعودُ
[size=12]مع الصبحِ الغائبْ
[size=12]وكلانا
[size=12]سَفَرٌ في أروقةِ الغيبِ
[size=12]نُصِرُّ على الفتحِ المسكونِ بنا
[size=12]ويلاحقنا
[size=12]خلفَ جبال التيهِ
[size=12]عزيفُ المقبل والماضي
[size=12]
[size=12]وكلانا
[size=12]لا نعرف من سرِّ الأنداءِ
[size=12]سوى
[size=12]أنَّ الأنفاسَ يردِّدها
[size=12]في غَلَسِ البوحِ
[size=12]طريقُ العودةِ والغربهْ
[size=12]أتحاشى
[size=12]وأنا أتحاور مع ظلّي
[size=12]أن أعلنَ -لو في همس البوحِ-
[size=12]بأنّي
[size=12]ما زلتُ على شطآن العمرْ
[size=12]أتحاشى
[size=12]وأنا أتحدَّرُ من موتي
[size=12]أن أكتمَ -لو في عقمِ الصوتِ-
[size=12]بأنّي
[size=12]ما كنتُ على شطآن العمرْ
[size=12]لكنْ...