الفصــل الأول: المشهد الأول
في خان من خانات بغداد، زمن العصور الوسطى، في عهد الخليفة هارون الرشيد.. وهو مبنيٌّ على الطراز الإسلامي وتمتلئ أطراف فسحته المسقوفة ببضائع التجار المسافرين إلى الشرق والغرب.
ورغم التنظيم والتنسيق الذي يطغى على المكان إلا أن تثاقل الغبار على كل شيء يترك انطباعاً باهتاً لدى الناظر ولوناً رماديّاً للعين.
[size=12]في مقدمة المسرح يتمدّد العبد برقوق وقد أنهكه يومٌ مضني من العمل الشاق...
[size=12]لحظات ويدخل أبو غيث ليوقظ برقوق..
[size=12]أبو غيث : برقوق.. برقوق.. استيقظ..
[size=12]برقوق : "يتقلّب في مكانه لكنّه لا يزال مستسلماً لنومه العنيد"
[size=12]أبو غيث : "تبدو على ملامحه ارتكاسة العطف والشفقة تجاه العبد المنهك".. برقوق.. "يحدّث نفسه" إنه متعب جداً.
[size=12]يدخل أبو عروة وهو يقارب أبا غيث بالعمر، بسنين لا تتجاوز السابعة والثلاثين لكنه أشد قسوة وتبدو على وجهه تعابير القوة والشكيمة.
[size=12]أبو عروة : ألم يستيقظ بعد؟
[size=12]أبو غيث : إنه متعب للغاية.
[size=12]أبو عروة : "بشيء من الإحراج" أرجو أن تسمح لي بإيقاظه.
[size=12]أبو غيث : دعه ينم قليلاً.. أمامنا فسحة من الوقت.
[size=12]أبو عروة : عذراً.. لم يبقَ لظهور القافلة الفارسية سوى بضع ساعات يجب إنجاز العمل.
[size=12]أبو غيث : حسناً.. دعه أقل من ساعة.
[size=12]أبو عروة : ((بقلقٍ واضح)) كما تشاء.. "يسود صمتٌ ثقيل للحظات.. ثم" لقد جاء الحاج إلى هنا هذا المساء.
[size=12]أبو غيث : ماذا يريد؟..