أعود إلى المقهى
تُثرثُر بالفوضى خُطاي، ولا أعي
وكلُّ رصيفٍ ضائعٍ... ذاهبٌ معي
يسافرُ ليلُ الصالحيةِ في دمي
قطاراً كسولاً من غبارٍ مُخادِعِ
إذا هزَّ فيَّ الوحيُ كأسَ رنينهِ
ألوذُ بمقهى ضيّقِ الصدرِ... واسعِ
يُسمونَهُ في معجمِ الزَّهرِ "روضةً"
وما زهرُه إلا حجارُ المقالعِ
عليَّ إذنْ أن أُبدعَ الزَّهرَ من دمي
وأخلقَ نهراً للطيورِ السَّواجعِ
وأصنعَ قنديلاً من الشَّعرِ ضوءُه
يطوفُ به قلبي على كلِّ ضائعِ
زجاجٌ يفضُّ الغيبُ فضَّةَ صحوِهِ
أُطالعُ فيه كلَّ غادٍ وراجعِ
أُغافلُ وقتي في اصطيادِ حمائمٍ
خطرْنَ على دربي فهجْن نوازعي
حمائمُ يزرعْنَ الطريقَ، وأشتهي
لو انيَ مزمارٌ بكفِّ مُزارعِ
أعودُ إلى المقهى أجزُّ دُخانَهُ
ومن قطْنِهِ الكحليِّ أرصفُ شارعي
أُطالع في عينِِ المساءِ جريدةً
يقهقهُ فيها الحبرُ خلفَ المطابعِ
أنا المُبتَلى بالشعرِ أفتحُ منجمي
أوزِّعُ ياقوتي على كلِّ سامعِ
أمام مرايا الوحيِ أُظهِرُ زينتي
شموعاً... وهل تخفى عليكم روائعي!!
فحيناً تراني غافلاً ومغفلاً
وحيناً كبرقٍ غامضِ الضَّوءِ ساطعِ
غريبٌ... إذا هزَّ الحنينُ بجذعِهِ
تساقَطَ جمْراً فوق عشبِ أصابعي
تدوخُ جهاتي أُعرِبُ الفعلَ فاعلاً
وأنسى بأن النَّعتَ تاجُ التَّوابعِ
وأكرهُ تسكينَ الحروفِ لأنها
تحنِّطُ في مستنقعِ الوقتِ واقعي
وأُنصِفُ حرْفَ الجرَّ من ظلْمِ جارِهِ
ولا آخذ الماضي بوِزْرِ المضارعِ
أنا غيمةُ الشعرِ التي شربَتْ دمي
لتكتبَ للينبوعِ أحلى المطالعِ
أهشُّ على الوردِ المشاكسِ في دمي
ليُطْلَق قطعانَ النَّدى في المزارعِ
ومن طبْعِ طبعي أنّني دائمُ الهوى
وفي ماءِ روحي يستحمُّ تواضعي
أُغنّي لكي يسْتَبسلَ الوردُ في دمي
وأنزفُ... حتى لا تجفَّ منابعي
تُثرثُر بالفوضى خُطاي، ولا أعي
وكلُّ رصيفٍ ضائعٍ... ذاهبٌ معي
يسافرُ ليلُ الصالحيةِ في دمي
قطاراً كسولاً من غبارٍ مُخادِعِ
إذا هزَّ فيَّ الوحيُ كأسَ رنينهِ
ألوذُ بمقهى ضيّقِ الصدرِ... واسعِ
يُسمونَهُ في معجمِ الزَّهرِ "روضةً"
وما زهرُه إلا حجارُ المقالعِ
عليَّ إذنْ أن أُبدعَ الزَّهرَ من دمي
وأخلقَ نهراً للطيورِ السَّواجعِ
وأصنعَ قنديلاً من الشَّعرِ ضوءُه
يطوفُ به قلبي على كلِّ ضائعِ
زجاجٌ يفضُّ الغيبُ فضَّةَ صحوِهِ
أُطالعُ فيه كلَّ غادٍ وراجعِ
أُغافلُ وقتي في اصطيادِ حمائمٍ
خطرْنَ على دربي فهجْن نوازعي
حمائمُ يزرعْنَ الطريقَ، وأشتهي
لو انيَ مزمارٌ بكفِّ مُزارعِ
أعودُ إلى المقهى أجزُّ دُخانَهُ
ومن قطْنِهِ الكحليِّ أرصفُ شارعي
أُطالع في عينِِ المساءِ جريدةً
يقهقهُ فيها الحبرُ خلفَ المطابعِ
أنا المُبتَلى بالشعرِ أفتحُ منجمي
أوزِّعُ ياقوتي على كلِّ سامعِ
أمام مرايا الوحيِ أُظهِرُ زينتي
شموعاً... وهل تخفى عليكم روائعي!!
فحيناً تراني غافلاً ومغفلاً
وحيناً كبرقٍ غامضِ الضَّوءِ ساطعِ
غريبٌ... إذا هزَّ الحنينُ بجذعِهِ
تساقَطَ جمْراً فوق عشبِ أصابعي
تدوخُ جهاتي أُعرِبُ الفعلَ فاعلاً
وأنسى بأن النَّعتَ تاجُ التَّوابعِ
وأكرهُ تسكينَ الحروفِ لأنها
تحنِّطُ في مستنقعِ الوقتِ واقعي
وأُنصِفُ حرْفَ الجرَّ من ظلْمِ جارِهِ
ولا آخذ الماضي بوِزْرِ المضارعِ
أنا غيمةُ الشعرِ التي شربَتْ دمي
لتكتبَ للينبوعِ أحلى المطالعِ
أهشُّ على الوردِ المشاكسِ في دمي
ليُطْلَق قطعانَ النَّدى في المزارعِ
ومن طبْعِ طبعي أنّني دائمُ الهوى
وفي ماءِ روحي يستحمُّ تواضعي
أُغنّي لكي يسْتَبسلَ الوردُ في دمي
وأنزفُ... حتى لا تجفَّ منابعي
5/1/2004