أم ريم
كعادتِها في الصَّباحِ
تقومُ لتصنعَ شاياً لزغْبِ القطا
وتعدَّ الفطورْ
على يابسِ الخبزِ تسكُبُ دمعاً
لكي يتندَّى
وتشبعَ منه الطيورْ
ستذهبُ بعد قليلٍ لمقبرةِ الياسمينْ
فريمُ تنادي
وياقوتُ غزَّة تشتقُّه الشمسُ
من زيزفون رفحْ
إلى أين تركضُ والمروحياتُ تدورْ!!
ويندلقُ الشايُ... ينهمرُ الموتُ
ينفطمُ الصمتُ
فوق القبورْ
وماذا ستفعلُ؟؟!
لم يهدِم الموتُ أكثرَ مما هَدَمْ
وهل ظلَّ شيءٌ
على حبلِ أيامِها
لم يبلّلْهُ جمرُ الألمْ؟!
تهاجرُ من رملِها صوبَ نبعٍ يفورْ
وتنحرُ أشواقَها أمُّ ريمٍ
على بابِ غزة
تحملُ شاياً... وخبزاً
لريم... وليلى... ونورْ
ويعلو الأذانُ...
فتغزلُ للقدسِ سجَّادةً من بخورْ
*****
***
أمُ ريمٍ تغرِّدُ بين النساءِ حمامَهْ
تعطّرُ دمعتَها حين تبكي
بأحلى ابتسامهْ
وحين تمرُّ الجنازاتُ
في الشَّاشةِ العربيةِ تبكي
وتكتبُ فوق جبينِ النَّهار:
غُزاةٌ... لئنْ قتلوا وردَنا
فلن يقتلوا الحلْمَ في الياسمينْ
طُغاةٌ.. لئِنْ كسروا عظمَنا
من الموتِ نُولدُ في كلِّ حينْ
كأشجارِ زيتونِنا في جنينْ
نموتَ على أرضِنا واقفينْ
8/3/2006