في مهبِّ المنافي
إلى أينَ أدعوكِ؟!!
لا بيتَ لي
غيرُ هذي القصائدِ
عمَّرْتُها في مهبِّ المنافي
وماذا سأطعمُ عصفورَ عينيكِ
لا قمحَ عندي
سوى هذه الغربةِ اليابسَةْ
عليها أمدُّ ضفافي
بأيِّ مجازٍ أُشبِّهُ عينيكِ
والشمسُ قد سبقتْني
لتحجزَ أقمارَك الخضْرَ عني
وتسرقَ سرَّ اكتشافي
لكِ الآنَ ألا تغيبي
ولي أنْ أكونَ
دليلَ يديكِ إلى ثمري
تعاليْ إذنْ واقطفيني
ثماري بغيرِ ثمارٍ
ومالي هنا موسمٌ للقطافِ
على فحمِ قلبيَ صُبِّي
نيازِكَ خُضْرتِكِ الفاتكَةْ
دمي واحةٌ... والأفاعي على الرملِ
يأكلْنَ من بَلحي
فابزُغي من كُسوفِكِ
حتى يبينَ الضُّحا... لا تخافي
وكوني كما شكَّلتْكُ فلسطينُ
زيتونةً
غيرَ قابلةٍ للجفافِ
******
****
إلى حزنِكِ المُشْتهى ارفعي فَرَحي
لتصيري بنفسجتي
وأصيرَ الرَّحيقْ
وكُرمى لخبزِ الهوى بيننا
أستضيفُ الحمامَ إلى بيدري
وأوزّعُ مسْكَ دمي
في زوايا الطريقْ
يراكِ الحمامُ معي
فيحطُّ على قَفصي آمناً
فأُجاذبه طَرَف المسْكِ
حين يطيرُ إليكِ
تصيرينَ غابةَ وردٍ
وقلبي حريقْ
* * *
* *
سيُقبلُ ساعي الغمامِ قريباً إلى حيِّنا
حاملاً وردتينِ وشمساً
وخيطَ عناقٍ رقيقْ
على صدرِهِ انهمري
هدهدي وجناتِ الرسائلِ
في نومِها كي تفيقْ
وحين يجيئُكِ صوتُ شراعيَ من
كلّ بحرٍ عميقْ
عليه انحني
أطبقي ضفَّتيكِ عليهِ كثيراً
وإنْ أحوجَ الأمرُ
أنْ تخنقيهِ اخنقيهِ
ليتَّسعَ البحرُ أكثرَ
ذاك لأني
سأغدو سفيناً
وأنتِ المضيقْ
2/3/2005