حزينٌ كدجله
وها أنذا أتشكَّلُ
من مطرٍ خلَّبيٍّ وأمشي
تُداهمني صخرةُ المرحلَهْ
فتحرثني قطرةً قطرةً
أتشظَّى.. فلا تنبُتُ السنبلَهْ
يراني العراقُ ولستُ أراه
"وجيكور" مشغولةٌ بمغازلةِ الموتِ
تحت شتاءِ الرصاصْ
و"بدرُ" الذي
لم يعطِّرْ خيالي سواه
أعدَّ حقيبَتهُ، وكوى حزْنه
لم يغادرْ
حزينٌ كدجلةَ
سافرَ في اللاَّسفرْ
مطرٌ.. مطرْ
وها أنذا أتجمَّعُ في وردةٍ من حجرْ
وأفهمُ أكثرَ
لغزَ ارتباكِ الخُطا
في لسانِ الحُفَرْ
ولو لم أكنْ بارعاً في اكتشافِ الأعاصيرِ
ما باركتْني عذارى الشَّجَرْ
مطرٌ.... مطرْ
وماذا أقول!!!
أقولُ لكم:
لم أكنْ عاشقاً مرةً فتغيَّرْتُ
أو موجة انتهازيةً
فسطوْتُ على مركب العاشقينْ
ولا طائراً من نحاسٍ
بخمسينَ صوتاً
ولا قمراً مِخْبرياً
تمرُّ عليه التجاربْ
بكلِّ الفصولِ أنا
عاشقٌ ومحاربْ
ويشهدُ لي البرتقالُ المدمَّى
صباحاً أبوسُ يديهِ
وعند انبثاقِ الينابيعِ من راحتيْهِ
أبوسُ يديهِ
وعند اندلاعِ الجفافِ على ضفَّتيهِ
أبوسُ يديْهِ
أنا الطائرُ الكرمليُّ الذي لا يخونْ
وكلُّ الحقولِ
تموتُ عليهِ
لماذا إذنْ صاحبي
أقْفلَ الحبَّ عنّي وغابْ؟!!
سرابٌ... سرابْ
طليقاً خُلقْتُ
ولكنَّني مثخنٌ بالحدودِ افتحوا الحبَّ لي
فيا ربِّ أطلِقْ
سراحَ البساتينِ من خوفِها
وابتكرْ لي طيوراً
تغنّي... ولا تَتَلفَّتُ
علِّمْ صبايا الندى
حكمةَ الصَّبرِ في المزهريَّةْ
وأطلِقْ عنانَ الهوى
من خلاخيلهِ القَبَليَّةْ
أنا مثخنٌ بالحدودِ افتحوا الحبَّ لي
فمتى تخلعُ الأرضُ عني
قواميسَها الجمركيَّةْ
عريضٌ... عريضٌ جناحُ العروبةِ
أفرِدُهُ فوق قلبي
فيزداد ضيقاً عليهْ
فيا ربّ املأ سلالَ دمي
بسحابِ يحط على كَتِفي وينامْ
أطلِقْ سراحَ البساتينَ من خوفها
كي يعودَ إلى العشِّ
سربُ الحمامْ
تشرين الأول 2004