غَوتني عن الوردِ بسمتُه
لأن حبيبي يثورُ سريعاً
أحبُّ الصِّدامَ كثيراً معَهْ
أشُاكسُهُ لأبكِّيهِ قِصْداً
وأمسحَ في رقَّةٍ أدمعَهْ
وأسكبُ زيتي على نارِهِ
ليغدو الهوى جمرةً مولعَهْ
أُغافلُهُ بين صمتٍ وصمتٍ
لأقطفَهُ لحظةً ممتعَهْ
يكشِّرُ عن قمرٍ أشتهيهِ
ويضحكُ عن وردةٍ موجعَهْ
إذا نحنُ لم نُطْعمِ الجمرَ ريحاً
فكيف سنمتلِكُ الزوبَعهْ؟؟
*****
***
حبيبي شفيفٌ كطعمِ الندى
وديعٌ.. وسبحانَ مَنْ أبدعَهْ!!
غوتني عن الوردِ بسمتُهُ
وكم كْنتُ لا أترُكُ الصَّومَعةْ
ومن حكمةِ الحبِّ في خلقِهِ
إذا حلَّ في ناسكٍ ضيَّعَهْ
أُجاذبُهُ طَرَفَ الحبِّ حيناً
فأعطيه قلبي.. لأسترجعَهْ
وأغريهِ حيناً بمدِّ شِباكي
فيصطادُني قبل أنْ أخدعَهْ
تسيرُ يدي بين جمرِ يديهِ
فيطلبُ أكثرَ.. ما أطعمَهْ!!!
أبعثرُهُ في جهاتِ جهاتي
فيبكي.. وأركضُ كي أجمَعَهْ
وحين تراهُ يدي قادماً
تَغُفُّ على يده مسرعَهْ
يميل عليَّ.. أميلُ عليه
عناقُ الحبيبْينِ ما أروعَهْ
*******
*****
لأن حبيبي يثورُ سريعاً
أحبُّ الصِّدامَ كثيراً معَهْ
أُحاورُهُ.. أتغابى قليلاً
وأُرخي لـه الخْيط كي أُوقعَهْ
ومِنْ عادتي أنّني لا أُماري
كما الشمس لا تقبلُ الأقنعَهْ
إذا لِنْتُ ظنَّ بأني ضعيفٌ
فيُمسكُني من يدي الموجَعَهْ
وإنْ قلْتُ آخٍ توجَّع قبلي
وردَّ على أضلُعي أضلَعهْ
عنيد تعلَّمت منه العنادَ
ومن أصعبِ الصعبِ أن أُقنعَهْ
وصرْتُ إذا نطَقَ اللَّفظ درَّاً
أعارضُه قبل أنْ أسمعَهْ
وإلاَّ لماذا يلوذُ ببحرٍ
زوارقُه دونما أشرعَهْ!؟
أعودُ لصمتي.. ولا أدَّعي
بأني ربْحتُ الرهانَ معَهْ
نطيرُ معاً باتجاهِ الحياةِ
وفي إصبعي شابكاً إصبعَهْ
فأقطفُ منه ويقطفُ منّي
كأنا هزارانِ في مزرَعَهْ
على عَطَشٍ نتساقى الهوى
ولا ترتوي كأسُنا المترعَهْ
يطولُ اللقاءُ ولا نلتقي
وأهربُ منه لكي أتبعَهْ
لأن حبيبي يثورُ سريعاً
أحبُّ الصّدامَ كثيراً معَهْ
29/4/2004