قبل اكتمال القمر
مرَّةً..
قبلَ نصفِ شتاءٍ مضى،
[size=12]وخريفٍ سيمضي،
[size=12]تعلّقتُ بالنهرِ،
[size=12]صرتُ له رافداً،
[size=12]فاتحاً شرفةَ الليلِ،
[size=12]أصطادُ أسرارَهُ النرجسيّةَ
[size=12]بينَ الأصابعِ..
[size=12]كانَ الزمانُ،
[size=12]وكانت خيوطُ الأمانِ،
[size=12]وكانت بلادي..
[size=12]بحيرةَ ماءٍ،
[size=12]وأحلامها سمكَهْ
[size=12]قادني..
[size=12]ضوءُ شاهدةٍ،
[size=12]ذاتَ برقٍ،
[size=12]قرأتُ على حزنِ جبهتها
[size=12]حكمةً..
[size=12]"ها هنا...
[size=12]ترقدُ الفكرةُ القلقَهْ"
[size=12]كنتُ طفلاً كبيراً،
[size=12]تعلِّمهُ غيمةٌ،
[size=12]وتؤدّبهُ شجرَهْ!
[size=12]غارقاً في طلاسمِهِ،
[size=12]أتحرَّى عن الموتِ
[size=12]حتّى اكتشفتُ..
[size=12]صباحاً جميلاً،
[size=12]يحاولُ أن يسرقَ الشمسَ،
[size=12]في لذّةٍ.. وسدىً
[size=12]وسراباً..
[size=12]يعضُّ على شفتيهِ،
[size=12]عساهُ يصيرُ،
[size=12]قليلاً من الماءِ،
[size=12]لكنّهُ..
[size=12]يتبدَّدُ خلفَ الهواءِ،
[size=12]وتمضي به خطوةٍ،
[size=12]من يَدِ الأفْقِ مرتبكَهْ.
[size=12]أيُّها الساحلُ السرمديُّ اتّكِئْ.
[size=12]عَتَبي..
[size=12]أنّكَ الآنَ دونَ جناحْ.
[size=12]كيفَ طرْتَ بلا أجنحَهْ؟
[size=12]لا تقلْ:
[size=12]إنّها الريحُ،
[size=12]شالتْ عناءَكَ
[size=12]في هودجِ العاصفَهْ
[size=12]أيّ عاصفةٍ
[size=12]كنتَ خبّأتَها
[size=12]تحتَ وجهِ الجراحْ؟
[size=12]وغداً..
[size=12]كيفَ لكْ،
[size=12]أيُّها المتكسّرُ كالموجِ،
[size=12]أنْ تستدينَ لروحكَ
[size=12]ما أقلقكْ؟
[size=12]وتعيدَ إلى النهرِ
[size=12]أسماكَهُ..
[size=12]كي يجدِّدَ في ساعديهِ
[size=12]صداهُ الذي أشرعَكْ؟
[size=12]أيها "الفارسُ الشّهمُ"
[size=12]أسرعْ إلى رمحكَ المتعثّرِ،
[size=12]كي لا يضيعَ النداءُ الذي
[size=12]يتفرّعُ بينَ شفاهكَ،
[size=12]أنشودةً،
[size=12]لاقتيادِ الصباحْ.
[size=12]ما الذي يتبقّى..
[size=12]إذا أثكلتْكَ الشواطئُ،
[size=12]عن رملها،
[size=12]ومحتْكَ..
[size=12]عن الضفةِ الجامحَهْ؟
[size=12]ما الذي..
[size=12]يا مشرِّعَ هذا العناءِ،
[size=12]ستحملهُ في مجيئكَ،
[size=12]بعد سقوطِ القناعاتِ
[size=12]والمدنِ السالفَهْ؟
[size=12]كيفَ لكْ
[size=12]أنْ تشجِّرَ
[size=12]هذا الجمادَ الذي غلّفَكْ؟
[size=12]أيّها الساحلُ السرمدي اتّكئْ..
[size=12]ها هو القلبُ،
[size=12]يطلعُ من خلف أغنية البحرِ،
[size=12]من نفقِ الفجرِ،
[size=12]خُذْ كتِفَيْهِ،
[size=12]ليسلسَ بينَ يديكَ،
[size=12]ويعبرَ نهرا.
[size=12]
[size=12]ربّما غيَّرَ القلبُ لهجتَهُ،
[size=12]وأضاعَ قليلاً من الدربِ،
[size=12]هذي ضريبةُ عودتهِ للوراءْ!
[size=12]ربّما..
[size=12]حالَ بيني وبينَهُ
[size=12]سَرْوٌ،
[size=12]وأجفلَهُ..
[size=12]ظلُّ نصفِ الشتاءْ!.
[size=12]أيّها الساحل النرجسيُّ،
[size=12]لِمَنْ ستغنّي،
[size=12]وكيف سترحَلُ سرّاً؟
[size=12]سيّدُ النبضِ،
[size=12]في دمهِ،
[size=12]كنتُ أبحثُ،
[size=12]عن مدنِ اللونِ،
[size=12]أنتشلُ الضوء،
[size=12]حتّى يراني
[size=12]
[size=12]ويتركَ لي لوحةً،
[size=12]في جدار البلادِ التي
[size=12]حرمتني
[size=12]من الموتِ
[size=12]قبل اكتمالِ القمرْ!.
[size=12]سيّدُ النبضِ،
[size=12]علَّمَهُ الحبُّ
[size=12]كيف يمدُّ يديهِ
[size=12]إلى غيمةِ القلبِ،
[size=12]قبل امتثالِ العصافيرِ للشوقِ،
[size=12]في كلْمتينِ،
[size=12]وكيف يشدُّ،
[size=12]إلى الحرف،
[size=12]أحلامَهُ،
[size=12]بالغناءِ،
[size=12]
[size=12]ليزرعَ في الأرضِ
[size=12]وَحْيَ المطرْ.
[size=12]ها هو الآن يمضي،
[size=12]ليرسمَ ظلّ البلادِ،
[size=12]سأركضُ خَلْفَهُ،
[size=12]قبل اكتمالِ القمرْ!.