خمر القاضي
ماذا يفعلُ مثلي اعتقلوهُ
بجرمِ إعادةِ
ماءِ القمرِ إلى
حضْنِ حبيبتهِ!!
فليرفعْ إصبَعُهُ
مَنْ ينوي أن يحتجَّ معي
سأُداهمُ محكمةَ الشيخوخةِ
وهي تُقاضي
أبريقَ دمي المتَّهمَ بسرقةِ
خمسةِ ليتراتٍ من خمرٍ القاضي
: ـ هل عند القاضي خمرٌ؟؟؟؟
ـ طبعاً؛؛
ـ خمرُ القاضي لا يشْبُه خمرَ أبي جورجٍ
تملأ نكهتُهُ أرجاءَ الحانهْ
خمرُ القاضي ينقصُهُ خمرٌ يُسْكُرهُ
ويدغدغُ ألحانَهْ
خمرُ القاضي عطشٌ أحمرُ
ينهشُ أحلامَ المعتقلينَ
وراءَ القضبانِ
بغيرِ إدانَهْ
يا ربي!!!
في هذا الطقس السيّئِ جدَّاً
مِنْ أين تجيءُ الطيرُ إلى نبعتِنا
وطريقُ الغيمِ إلى ضيعتِنا
ما عادَ له
في اللَّيلِ أمانٌ وأمانَهْ
وأنا المتجوّلَ في كلّ مكانٍ يا سادةْ
يتلألأ حجرُ الشعر على بابي
كلَّ الأوقاتْ
وَلَكم أتمنَّى
لو أكسر كلَّ مرايا اللَّحظاتْ
كي أسحبَ من
عيْنيها كلَّ الأضواءْ
لتفيضَ العتمةُ في كلِّ الطُرُقاتْ
حينئذٍ
أعرفُ أن القمرَ الأخضرَ
يُظْهِرُ زينَتَهُ الليلُ اليابس
حينئذ أيضاً
أعرفُ كم هو حلْوٌ وجْهُ حبيبي
إذْ يسطعُ في الظّلماتْ
فأميلُ إليهِ
أردُّ عليهِ الليلَ قميصاً
وأُغطيهِ بالقُبُلاتْ
17/2/2006