الفصل الأول:
المشهد الأوّل
مدخل : قصر ملكيّ يتعرّض فيه الملك منذ وقت غير قليل إلى كوابيس غريبة مرعبة.. ينهض في أحد الصباحات مأزوماً/ يرفع إبريق الخمرة إلى فمه يأخذ جرعة فيجد طعمها كالعلقم .. يبصقها بنزق.. يقترب من المائدة .. يلتقط بعض حبّات العنب.. يبصقها أيضاً إذ لا يختلف عليه الطعم.. يردّد:
الملك : يا للقرف.. يا للعار.. لقد فقد كلُّ شيء طعمه كأني أرتشف مياهاً آسنة.. أو أنهش لحم ميت (يتجه إلى باب المقصورة يفتحه وينادي الحاجب) أيُّها الحاجب.. أيُها المعتوه الأبله (يعود إلى كرسيّه ليقول)
[size=12]كلُّهْم ينامون هانئين .. وأنا الوحيد الأرق المعذّب..( يعود إلى النداء).. أيُّها الأطرش
[size=12]الحاجب : (وهو يفرك عينيه) أمر مولاي.. أُسعِدْتَ صباحاً
[size=12]الملك : أيّة سعادةٍ لملكِ تحّول ليله إلى كوابيس كأنَّ مخدعه مسكون بالجنّ والشياطين
[size=12]الحاجب : ما ذنبي يا مولاي في عذابك.. أنت تعرف أنّني لا أجيد إلاّ فتح الأبواب وإغلاقها.. مناداة الزوّار والأعيان وإدخالهم
[size=12]الملك : يا ليتنا نتبادل الأدوار .. فيصفو قلبي وضميري وأنعم بنومك الهانئ
[size=12]الحاجب : إنَّ ما تحسدني عليه يا مولاي..تراه زوجتي وضاعةً وخبلاً
[size=12]الملك : يا للنساء البلهاوات .. المغرورات.. لو استطعْنَ لحوّلْنَ الرجال إلى خيولٍ للسباق أو حمير للتصبّر.. دعني من امرأتك المجنونة وامضِ عائداً بالوزير.. ولو انتزعته من حضن زوجته
[size=12]الحاجب : لعلَّ هذا الأمَر أعلى من مقامي يا مولاي
[size=12]الملك : ويلك.. أتناقشُ أمراً أصدرته إليك أتخشى من الوزير أم زوجته ..؟
[size=12]الحاجب : أخشاهما معاً يا سيّدي.. فالوزير في هذه الأيام سريع الغضب.. حادّ اللسان
[size=12]أما زوجته فتجعل غرائزي كالثور الهائج
[size=12]الملك : (يرتدُّ إلى نفسه متمتماً)