كلمة المخرج
الإنسان ككائن يعيش في الوجود، عبارة عن جملة هائلة من العلاقات بينه وبين البيئة بنوعيها البشري والطبيعي. وسلامة هذا الكائن وصحة مسيرته إذن هي من صحة وسلامة تلك العلاقات. والصحة والسلامة تعبيران أو وصفان لقياس ما. وحتى يكون قياسنا صحيحاً وسليما لا بد لنا من جملة احداثيات يكون مبدأ الاحداثيات فيها غير مشكوك بحقيقية موقعه.
إذا كانت البيئة هي جملة الإحداثيات التي يتحرك فيها الكائن البشري فإن مبدأ الإحداثيات في هذه الجملة هو معرفة الكائن لهويته. ومعرفة الهوية هي إدارك الكائن لموقعه في الزمان والمكان. فإذا كان هذا الإدراك حقيقيا كانت قياساتنا لعلاقاتنا مع البيئة حقيقية وبالتالي فهي صحيحة وسليمة. وبالتالي أيضا فإن مسيرتنا تكون في الحياة صحيحة وسليمة. والعكس بالعكس.
[size=12]وجلجامش - سواء كان أسطورة أم حقيقة - هذا الباحث عن سر الفناء والبقاء، عن سر الحياة والموت، عن سر الوجود الإنساني، كان لا بد له وهو يبحث عن أجوبة حقيقية لتساؤلاته من أن يواجه هذا الوجود بعلاقات صحيحة وسليمة. كان لا بد له أن يعرف مبدأ الإحداثيات.
[size=12]كان لا بد له من أن يواجه السؤال الأول: من أنا.
[size=12]أنور بيجو