محمد نبيل
أود اليوم، وتحت ضغط ضرورة الأحداث المغربية الساخنة، أن أوجه رسالتي من موسكو إلى سيدي افني. فأنا في العاصمة الروسية، أسمع عن وقائع اغتصاب وقتل وتعذيب حدثت في مدينة سيدي افني. الرواية الرسمية تقول إن المظاهرات خاضها عاطلون عن العمل، على خلفية محاصرة مجموعة من الشبان منذ الثلاثين من مايو المنصرم ميناء المدينة حيث كانت 89 شاحنة في الداخل محملة بـ 800 طن من السمك. وحسب ما تناقلت وكالات الأنباء الدولية من عين المكان، أسفرت الأحداث عن جرح 44 شخصا بينهم 27 من رجال الأمن في حصيلة غير نهائية. أما تصريحات نشطاء حقوق الإنسان، فتقول إن المواجهات خلفت ما بين قتيل وخمسة قتلى… إذن ، مصادر حقوقية وصحفية تؤكد الوقائع ، لكن السلطات المغربية تنفيها بشكل قاطع وخاصة الأنباء التي ترددت عن وفاة ستة إلى عشرة أشخاص خلال تدخل قوات الأمن في المنطقة . لكن بين لغة التأكيد و النفي ، دخل على الخط شاهد آخر ، و أعني به ، صور موقع اليوتوب في شبكة الإنترنيت التي تحولت إلى دليل آخر عن الأحداث المؤلمة التي تعرفها سيدي افني .
المغاربة و المهتمين سواء كانوا في موسكو أو في استراليا أو حتى في الثلث الخالي من العالم، سيشاهدون صور الفيديو التي ألتقطها أشخاص يعيشون الأحداث عن قرب، وهم شهود تبني حقيقة التاريخ وتؤسس لبناء الخبر. فالمتصفح للإنترنيت، سيكتشف لا محالة، أن أحداث سيدي افني تحولت إلى قضية دولية، ليس بمعناها السياسي، و لكن بالمعنى الإعلامي. فكل الصور التي نشرت في الشبكة العنكبوتية ، تعكس حركة رجال الأمن التي تجاوز عددهم حسب بعض الأرقام 4000 عنصر أمن.
اليوتوب إذن، حوَّل مجرى الخبر حول أحداث سيدي افني من بعده المحلي وأدخله بعدا عالميا . فالعقلية التي كانت تصادر الجريدة بأمر من السلطات المغربية أو منع جريدة دولية من التوزيع و ما شابه ذلك من قرارات الرقابة التي طالت وما زالت تطال المؤسسات الإعلامية الدولية والمحلية حتى كتابة هذه السطور، قد أمست متجاوزة ، لأن لإخفاء الحقائق و الوقائع عن المواطن يعتبر عملية فاشلة.
فاليوم ، وبفضل موقع اليوتوب ، يمكن لك أن ترى كيف تتحرك قوات الشرطة المغربية في سيدي افني، و تترصد المواطنين في كل مكان من المدينة ، كما يمكن أن ترى صورا حية عن مواطنين يتحدثون عن أفضال المعمر الأسباني على آبائهم و أجدادهم ، وعن رغبتهم في مقاومة كل أجهزة القمع من أجل مصلحة سكان المنطقة . فالمعركة معركة كرامة كما نستشف من أقوال أحد الشهود من شباب المنطقة، وهو يرفض التهميش الذي أغرق المنطقة كمثيلاتها من مناطق المغرب غير النافع !
مدينة سيدي افني ، التي كانت قلعة من قلاع النضال ضد المعمر ، بدت في الصور محاصرة و الاعتقالات مستمرة و التهجم على بيوت السكان ، والخسائر الذي خلفتها هذه المداهمات واضحة للعيان ، وما نفي الوزير الأول عباس الفاسي وقوع أي أحداث في سيدي إيفني، إلا ضربا من ضروب الخيال أو الجنون . فإما الوزير الأول يجهل وجود الإنترنيت وما زال يفكر بعقلية المصادرة و المنع وإخفاء الحقائق، و إما يتجاهل ما يقع، وفي كلتا الحالتين، الفضيحة واحدة !
اليوم، و في زمن اليوتوب و الانترنيت ، أضحت التصريحات الرسمية و كلام الصحف الصفراء في خبر كان، فالتكنولوجيا والتقنية تجعل من الصورة شاهدا حيا في العديد من الأحداث السياسية التي يعرفها المغرب ، بل إن صورة المغرب السياسية في الخارج تظل رهينة هذا التوظيف لصور الفيديو في الإنترنيت . الصحافيون و أصحاب القرار السياسي الدولي في كل بقاع العالم، يطلعون على صور الإنترنيت الحية عن شؤون المغرب و يجعلونها كشاهد في كتابة نصوصهم الصحفية أو اتخاذ جملة من القرارات الصعبة. فالقضايا التي خسرها ويخسرها المغرب أصبحت بالجملة. المتخصصون يعرفون دواعي هذا الفشل الذي سنعود إليه في مناسبة مقبلة.
القناص أصبحت صفة يحملها كل مواطن يتوفر على كاميرا رقمية يسجل بواسطتها جزءا من تاريخ بلاده ، أما لغة عباس الفاسي ومن يدور في فلكه، فقد أكل عليها الدهر و شرب .ونصيحتي للحكومة المغربية وأصحاب القرار السياسي في البلاد ، هي إما أن يواكبوا التطور و العقلية الجديدة أو ينسحبوا ، خدمة للحقيقة و لمصلحة المغرب و المغاربة !
المغاربة و المهتمين سواء كانوا في موسكو أو في استراليا أو حتى في الثلث الخالي من العالم، سيشاهدون صور الفيديو التي ألتقطها أشخاص يعيشون الأحداث عن قرب، وهم شهود تبني حقيقة التاريخ وتؤسس لبناء الخبر. فالمتصفح للإنترنيت، سيكتشف لا محالة، أن أحداث سيدي افني تحولت إلى قضية دولية، ليس بمعناها السياسي، و لكن بالمعنى الإعلامي. فكل الصور التي نشرت في الشبكة العنكبوتية ، تعكس حركة رجال الأمن التي تجاوز عددهم حسب بعض الأرقام 4000 عنصر أمن.
اليوتوب إذن، حوَّل مجرى الخبر حول أحداث سيدي افني من بعده المحلي وأدخله بعدا عالميا . فالعقلية التي كانت تصادر الجريدة بأمر من السلطات المغربية أو منع جريدة دولية من التوزيع و ما شابه ذلك من قرارات الرقابة التي طالت وما زالت تطال المؤسسات الإعلامية الدولية والمحلية حتى كتابة هذه السطور، قد أمست متجاوزة ، لأن لإخفاء الحقائق و الوقائع عن المواطن يعتبر عملية فاشلة.
فاليوم ، وبفضل موقع اليوتوب ، يمكن لك أن ترى كيف تتحرك قوات الشرطة المغربية في سيدي افني، و تترصد المواطنين في كل مكان من المدينة ، كما يمكن أن ترى صورا حية عن مواطنين يتحدثون عن أفضال المعمر الأسباني على آبائهم و أجدادهم ، وعن رغبتهم في مقاومة كل أجهزة القمع من أجل مصلحة سكان المنطقة . فالمعركة معركة كرامة كما نستشف من أقوال أحد الشهود من شباب المنطقة، وهو يرفض التهميش الذي أغرق المنطقة كمثيلاتها من مناطق المغرب غير النافع !
مدينة سيدي افني ، التي كانت قلعة من قلاع النضال ضد المعمر ، بدت في الصور محاصرة و الاعتقالات مستمرة و التهجم على بيوت السكان ، والخسائر الذي خلفتها هذه المداهمات واضحة للعيان ، وما نفي الوزير الأول عباس الفاسي وقوع أي أحداث في سيدي إيفني، إلا ضربا من ضروب الخيال أو الجنون . فإما الوزير الأول يجهل وجود الإنترنيت وما زال يفكر بعقلية المصادرة و المنع وإخفاء الحقائق، و إما يتجاهل ما يقع، وفي كلتا الحالتين، الفضيحة واحدة !
اليوم، و في زمن اليوتوب و الانترنيت ، أضحت التصريحات الرسمية و كلام الصحف الصفراء في خبر كان، فالتكنولوجيا والتقنية تجعل من الصورة شاهدا حيا في العديد من الأحداث السياسية التي يعرفها المغرب ، بل إن صورة المغرب السياسية في الخارج تظل رهينة هذا التوظيف لصور الفيديو في الإنترنيت . الصحافيون و أصحاب القرار السياسي الدولي في كل بقاع العالم، يطلعون على صور الإنترنيت الحية عن شؤون المغرب و يجعلونها كشاهد في كتابة نصوصهم الصحفية أو اتخاذ جملة من القرارات الصعبة. فالقضايا التي خسرها ويخسرها المغرب أصبحت بالجملة. المتخصصون يعرفون دواعي هذا الفشل الذي سنعود إليه في مناسبة مقبلة.
القناص أصبحت صفة يحملها كل مواطن يتوفر على كاميرا رقمية يسجل بواسطتها جزءا من تاريخ بلاده ، أما لغة عباس الفاسي ومن يدور في فلكه، فقد أكل عليها الدهر و شرب .ونصيحتي للحكومة المغربية وأصحاب القرار السياسي في البلاد ، هي إما أن يواكبوا التطور و العقلية الجديدة أو ينسحبوا ، خدمة للحقيقة و لمصلحة المغرب و المغاربة !