القناص

مرحبا و أهلا وسهلا بك في المنتدى عزيزي الزائر(ة) نتشرف بدعوتك إلى التسجيل والمشاركة معنا وإذا كنت عضو (ة) فتفضلي بالدخول .
قصة الرغيف قصة الرغيف >
_url


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

القناص

مرحبا و أهلا وسهلا بك في المنتدى عزيزي الزائر(ة) نتشرف بدعوتك إلى التسجيل والمشاركة معنا وإذا كنت عضو (ة) فتفضلي بالدخول .
قصة الرغيف قصة الرغيف >
_url

القناص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القناص



    قصة الرغيف قصة الرغيف

    hicham
    hicham
    مُشرفــ عام + مستشار نائبة المدير
    مُشرفــ  عام + مستشار نائبة المدير


    ذكر
    عدد الرسائل : 335
    العمر : 32
    العنوان : zagora/maroc
    العمل/الترفيه : student
    المزاج : very good
    الرتبة : 05
    معدل تقييم المستوى :
    قصة الرغيف قصة الرغيف Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قصة الرغيف قصة الرغيف Right_bar_bleue

    تاريخ التسجيل : 25/07/2008
    نقاط : 7762
    السٌّمعَة : 0
    سلطة على الأعضاء : قصة الرغيف قصة الرغيف W4
    إختر دولتك : قصة الرغيف قصة الرغيف Male_m12
    الأوسمة : قصة الرغيف قصة الرغيف Mod

    عاجل قصة الرغيف قصة الرغيف

    مُساهمة من طرف hicham الخميس سبتمبر 11, 2008 6:11 am


    قصة الرغيف ـ مروان قدري مكانسي

    هذه أم عماد تعد وجبة العشاء لها ولولدها ( آخر العنقود ) أسامة ، بعد يوم حافل بالكدَّ والسعي في بيتها العامر الذي يبدو في النهار كخلية نحل تعجُّ بالأبناء والبنات والأحفاد ، وتحمد الله تعالى أنها استطاعت أن تكمل المشوار الذي بدأه المرحوم أبو عماد قبل عقود من الزمن ثم اسمعها وهي تحدث جارتها التي غادرتها قبل دقائق قائلة :

    سامحك الله يا أم سعيد على كلامك الذي ندَّ من لسانك ، كيف تطلبين مني أن أمنع أولادي من زيارتي في كل وقت يريدون ؟

    كيف تطلبين مني أن أجعل لهم يوماً واحداً في الأسبوع يجتمعون فيه عندي ثم أعيش بقيته وحيدة فريدة دون أن أراهم ؟ تريدين راحتي ؟

    وهل تكتمل سعادتي وتتم راحتي إلا بضمهم جميعاً في صدري وبين ذراعي ؟

    ويطل عليها أسامة من غرفته وبيده كتابه الذي يقرأ فيه : أمي هل عندك أحد ؟

    وتجيبه الوالدة الحنون : لا يا أسامة ، أنا هنا في المطبخ وحدي أعد وجبة العشاء ، أقبلْ إلي إن شئت .

    - كأنني سمعتك تتحدثين مع جارتنا ؟

    - لا ، كنت أعلِّق عل كلامها الذي لم يرق لي ،

    - تعرف يا ولدي أنني لا أحب الردَّ عليها لأنها طيبة حبيبة ،

    - لذلك قلت ما في نفسي بعد خروجها ...

    هل ستتناول العشاء الآن أم بعد رجوعك من صلاة العشاء ؟

    - سأذهب للصلاة ثم أعرِّج إلى بيت صديقي أحمد لأناقشه في بعض المسائل بعدها أرجع لأتناول مع أعظم الأمهات عشائي ، لكن أسألك بالله يا أمي إذا تأخرت عند أحمد أن تأكلي ...

    ثم قبل رأسها وخرج من المنزل وهو يردد الأذان مع المؤذن .

    لحظات بعد خروج أسامة من البيت ، ويُفتح الباب .

    - هل نسيتَ أن تتوضأ يا ولدي ؟

    - ( لم تسمع جواباً لسؤالها )

    - أسامة ، لماذا عدت يا ولدي ؟

    - أنا رجاء يا أمي . ( قالتها ممزوجة بأمواج البكاء الدفين وأنفاسها المتصارعة )

    - ( تركتْ كل شيء وأسرعتْ إليها ) أهلاً حبيبتي ، ما الذي جاء بك الساعة ؟

    هاتِ عنك طفلتك ، ( ضمت الطفلة إلى صدرها وقبلتها وهي ترمق ابنتها بنظراتها الحائرة وتنتظر منها الإجابة )

    - اشتقتُ إليك وإلى أخي أسامة فحضرتُ ، أين الغرابة في ذلك ؟

    - دعي عنك هذا التمثيل وتعالي معي إلى المطبخ نكمل إعداد الطعام ، وبعد العشاء أسمع منك .

    - أين أسامة يا أمي ؟

    - ( وكانت قد فرغت من تحضير الطعام ورتبته على طاولة السفرة ) أخرجي يا رجاء من الثلاجة كيس الخبز واجلسي .

    - تفضلي يا أمي كلي بالهناء والشفاء ، أما أنا فاعذريني ، لكني سأجلس معك

    - ( أخرجت أم عماد رغيفين من كيس الخبز ووضعت واحداً أمامها والآخر أمام ابنتها ) بسم الله الرحمن الرحيم ، هيا يا ابنتي .

    - قلت لك يا أمي ( قاطعتها )

    - وهل ترضين لأمك أن تأكل بمفردها دون مشاركة ابنتها وحبيبتها ؟

    - ( تناولت البنت قطعة صغيرة من رغيف أمها ،

    ووضعتها في فمها وأخذت تلوكها كأنها الزقوم ) والله يا أمي سأشاركك الطعام لأجل عينيك فقط .

    - يا رجاء لقد زوجتُ قبلك كل إخوانك وأخواتك وكانت حياتهم الأسرية تسري بفيض من نور الله وتوفيقه ،

    ولم يأتني واحد منهم غاضباً ، أما أنتِ هداكِ الله ، فلم يمضِ على زواجك عامان حتى عدتِ إليَّ تندبين حظكِ وتتألمين و...

    - لو سمعتِ يا أمي ما قاله لي يوسف زوجي ..

    - بعد العشاء أسمع .

    ( أي عشاء هذا ؟ لم تكمل الأم وابنتها رغيفاً واحداً ، غطّت الأم الطعام ونسيت الرغيف الآخر خارج الكيس ،

    ثم جلست تستمع إلى ابنتها ، ولما فرغت البنت قالت :

    - أ هذه هي الحكاية ؟

    - وهل قليل أن يتهمني يوسف بأنني الطفلة المدللة عند أهلي ، ولم أكبر بعد .

    - قومي نصلي العشاء .

    - ( وبعد صلاة العشاء ) هيا بنا يا رجاء .

    - إلى أين يا أمي ؟

    - إلى بيت زوجك .

    - لا ، لا ، مستحيل ، لا بد من الاتصال بأخي عماد ليوقف هذا المغرور عند حده

    - ألم يزكِّه أخوك ويمدحه عندما تقدم لخطبتك ؟

    - طبعاً ، لأنه يعمل عنده

    - وما الذي تغير ؟ هيا أسرعي يا ابنتي ولا داعي لإشغال أخيك بأمور بسيطة ؟

    ( وتحت إلحاح الأم امتثلت البنت وسارت معها إلى بيتها )

    وعند وصول أم عماد وابنتها ، فوجئ يوسف وعقدت الدهشة لسانه ،

    وتصبب عرقاً وفاض خجلاً واعتذاراً ، وتلعثم في استقبال ضيوفه وقال :

    - خالتي أم عماد بنفسها تشرفني في بيتي ؟

    - ألستَ كسائر أبنائي ؟

    - هذا شرف كبير يا أم...ي

    - قلها ولا حرج يا أمي .

    ( وبوقت قصير من العتاب والتوجيه والحكمة ، انتهى الخلاف وعادت المياه إلى مجاريها ) ،

    ولما همَّت الأم أن تعود إلى بيتها ، أقسم عليها صهرها أن تنام ليلتها عنده ،

    قالت :

    - لم أعتد ذلك يا ولدي ، والبيت قريب جداً .

    - تنامين عندنا الليلة ، وغداً تذهبين مع رجاء إلى بيتك .

    - إذن اتصل بأسامة وأخبره حتى لا ينشغل عني وقل له : عشاؤه جاهز في المطبخ

    - سأفعل .

    نامت أم عماد عند ابنتها بعدما غمرت البيت سحائب الحب والودِّ والتفاهم ،

    وفي الصباح عادت مع ابنتها إلى البيت ، ودخلتا المطبخ ،

    وكان الطعام الذي تركاه لأسامة على حاله حيث نام صاحبنا دون أن يتناول عشاءه .

    أمسكت الأم رغيف الخبز بيدها وناولته ابنتها وهي تشرح لها وتستثمر الموقف :

    - ما الذي جرى للرغيف عندما بات ليلة خارج الكيس ؟

    - لقد جفَّ وبيس وأصبح صلباً .

    - هل تستطيعين ثنيه أو تعديله يا رجاء ؟

    - لا يا أمي ، لا يمكن ذلك وإلا تكسَّر وتهشَّم

    - كذلك الخلافات بين الزوجين يا ابنتي ،

    إذا حاولت إنهاءها فور وقوعها تلاشت بسرعة وعاد الوفاق إلى القلوب ،

    أما إذا باتت إلى اليوم الثاني كبرت وزادت وتصلبت وكانت مسرحا للشيطان ينفث فيها من سمومه .

    أفهمتِ ؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:59 pm