تأليف JEAN CERVONI العنوان الأصلي للكتاب L'ENONCIATION [size=12]منشورات [size=12]PUF [size=12]LINGUISTIQUE NOUVELLE [size=12]PARIS [/size][/size][/size][/size] |
تقديم المترجم الملفوظية ترجمة للمصطلح الفرنسي Enonciation الذي أشار إليه الألسني السويسري شارل بالي (1865-1947) في كتابه: (اللسانيات العامة واللسانيات الفرنسية). والملفوظية تقابل الملفوظ بالمعنى الأكثر شيوعاً لهذه العبارة، مثلما تقابل صناعة الشيء، الشيء المصنوع وهي فعل الاستخدام الفردي للسان، بينما الملفوظ يعني نتيجة هذا الفعل. الملفوظية تتكون من جملة العوامل والأفعال التي تتسبب في إنتاج الملفوظ، بما في ذلك التواصل الذي يشكل حالة خاصة من حالات الملفوظية، وقد أثارت ترسيمة جاكوبسون الشهيرة التي تتحدث عن وظائف اللغة اعتراضات لم تتوقف حدتها إلى الآن. ف(جاكوبسون) يرى، كما يرى (سوسير)، أن وظيفة اللغة تكمن في تقديم المعلومات بواسطة مدونة، بينما يرى المعترضون أن اللغة أكثر من ذلك بكثير. اللغة ليست مدونة، أي أداة أو وسيلة تواصل إنما هي تطرح قواعد لعب تختلط اختلاطاً كبيراً بالحياة اليومية. وتعددت الآراء في تعريف الملفوظية. فهذا (بينفينيست) يقول: "إن الملفوظية هي عملية تشغيل اللسان عن طريق فعل استخدام فردي"، أما ديكرو وأنكومبر فيريان فيها ذلك النشاط اللغوي الذي يمارسه المتكلم في لحظة كلامه، كما يمارسه المستمع في لحظة استماعه. [size=12]لا أريد طبعاً أن تكون مقدمتي هذه بديلاً عن الكتاب. وأرى من واجي التنويه إلى أن هذا الكتاب، على الرغم من صغر حجمه، ليس بالكتاب السهل، وذلك لجملة منها: الأسباب [size=12]1-أنه يفترضُ مسبقاً معرفة القارئ بالأطر العامة لما قيل حول (الملفوظية) لا سيما وأن الدراسات حولها بدأت منذ أكثر من عشرين سنة، وبالتالي فالمؤلف يحاول مقاطعة هذه الدراسات المختلفة بعضها ببعض للخروج برؤية قد تكون واحدة إزاء هذه الإشكالية. [size=12]2-لأن الأمثلة الموجودة فيه مأخوذة كلها عن اللغة الفرنسية، وعلى الرغم من أنني قمتُ بترجمتها إلى العربية، لكنها ستظل صعبة المنال لسبب هام هو الاختلاف الكبير بين منطق اللغة الفرنسية ومنطق اللغة العربية -مع أن الفكر الإنساني يعمل بطريقة واحدة، كما يقول (جريماس) وغيره. [size=12]3-لأن المصطلحات فيه جديدة -حتى على القارئ الفرنسي- فكيف ستكون، والحالة هذه بالنسبة للقارئ العربي؟ ومع أني حاولت التبسيط والاجتهاد والقياس في ترجمتي لهذه المصطلحات لكنها بقيت -في جزء كبير منها - صعبة وتحتاج إلى كثير من الشرح لكن لو سرت في هذه الطريق، لخرجت بكتاب آخر، قد يكون مفيداً لكنه حتماً لن يكون الكتاب المترجم. [size=12]-هناك طريقة أخرى لتقديم مفاهيم هذا الكتاب إلى القارئ العربي من خلال إعادة صياغتها بأسلوب عربي ولكن هذا العمل يحتاج إلى تضافر جهود أخرى مع جهدي هذا وسانتظر حتماً من يقترح على القيام بمثل هذا العمل من المتخصصين باللغة العربية ومنطقها وأسرارها البلاغية وإلى أن يتم ذلك يظل السؤال مطروحاً: [size=12]-لم هذا العناء إذاً؟ [size=12]الجواب عندي بسيط جداً: فإذا لم نبادر نحن المتخصصين إلى ترجمة هذا النوع من الكتب الصعبة فمن سيقوم بهذه المهمة؟ وإذا لم نتحاور في السهل كما في الصعب فما جدوى عملنا؟! [size=12]وفي نهاية المطاف حسبي أن أنجو من التعامل غير الموضوعي لكني أشكر منتقدي الموضوعيين الجادين وأنتظر اقتراحاتهم [size=12]والشكر كل الشكر للأخوين عصام نجم ، ومحمد سفر، وللأنسة نبوغ ياسين . لمشاركتهم في تحمل صعوبات التنفيذ الأولي لهذا الكتاب. [size=12]قاسم المقداد. [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size] |