الفصل الأول تعرف المرأتان أن لا سبيل للتراجع، فقد قالت الحياة حكمتها ورضخ القلب. لا مجال للتراجع، فمهما يحدث للإنسان لا بد لـه أن يمضي قدماً، سواء نحو حتفه أو نحو نجاته، لا بد لـه أن يمضي قدماً. ومثل من يسحب خيط ضوء من كتلة ظلام صلدة تسحب (ميساء) بإصبعين راعشين حلم عودته المستحيلة وتضع الحلم مثل تعويذه عتيقة أمامها. تفتح النافذة وتناديه لعل ضجيج الحياة وحركة الريح في أشجار الشارع تحمل نداءها. [size=12]ـ عد... ألا تعود؟.. تعال.. دع الصيف يزهر على يدي.. [size=12]تعال ليفتتح الربيع المضيع في جسدي... عد.. أين أنت؟ [size=12]تعرف أنه لم يعد يصغي لنداءاتها وهو غير قادر على سماع لغة غادرها، وما عاد قلبه يرتعش لإيقاعات هذه اللغة كما تقول أمها.. تعرف أنها تهدر صوتها في الفضاء العاري مثلما تهدر أيامها ولا تتوقف عن التشبث بالحلم المستحيل. [size=12]يرتد النداء في رجع الصدى مرتطماً بالجدران، لا أحد تبلغه الرسالة. [size=12]أوصدت المسافات بينهما وقتل المدى.. [size=12]لكنها تستغرق في وهم استعادة تاريخ الحب، لا تعرف أن الذاكرة التي تحيي تفاصيل قصة الحب لم تعد متناغمة مع ذاكرته وهو في مكان مختلف وعالم آخر ومؤثرات تحرك فيه حوافز ورغبات جديدة.. [size=12](لا يستعاد شيء تهاوى) هذه عبارة أمها التي لم تقلها، إنما تبلغها بهذا الصمت والتجاهل الذي تقابلها به كلما أشارت إلى قصتها مع (زياد).. [size=12]أوصدت المسافات بينهما وقتل المدى.. [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size] |
تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب
http://www.awu-dam.org/book/04/novel04/210-L-D/210-L-D.zip