مقدمة
في العقد الثاني من القرن العشرين، كانت الجراح نديّة، والمشاعر متأججة، واليباس يعم الزرع والضرع..
ما أن تلوح بارقة أمل في الأفق إلا ويخطفها شهاب.
وكانت البادية فضاءً لا حدود له تجود عندما تخلع النفوس أردية الظنون، وتزدهي وتزدان عندما يرتل البداة فيها ترانيم الصدق والوفاء...
وحدها البادية كانت مفعمة بأريج الانعتاق.. رجالها في كل مكان على صهوات جياد عتاق.. لا تحكمهم أوراق، ولا يلوث صحائفهم مداد.. توارثوا الأمجاد كابراً عن كابر، فلم تلن قنواتهم لضيم، ولا لوت سواعدهم أساليب البغاث.. كانوا نسوراً، وكانوا حماة..
وبادية دير الزور هي جزء عزيز من بادية الشام.. عالم غريب في هذا الزمان، لكنه عالم ما زال نقياً ساحراً مليئاً بالأسرار..
وهذه الرواية هي واحدة من آلاف الروايات التي ما تزال سجينة الصدور وتشهد عليها جبالها وسهولها ومفازاتها..
ما زال البداة حتى الآن يرددون شعراً قصائد وحكايات، هي من تراثنا وقيمنا وأصالتنا، ومن يرحل إليهم سيجد أنه فعلاً في عالم غريب ورهيب لكنه ممتع وجميل..
ولله در الشاعر بدوي الجبل حينما قال:
ومن صحب الصحراء هام بعالم | من السحر جنيّ الطيوف رهيب |
أشم الرمال السمر في كل حفنة | من الرمل دنيا من هوى وطيوب |
على كل نجد منه نفح ملائك | وفي كل واد منه سر غيوب |
تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب
http://www.awu-dam.org/book/03/novel03/170-M-R/170-M-R.zip