[b]السراب..
1
ولأنّ شوقي لمْ يكنْ قدَّ المقامِ
[size=12]غرقتُ في الأوهامِ..
[size=12]أسلمتُ الردى وعدي.
[size=12]وما أضمرتُ من وجدٍ..
[size=12]وشئتُ القولَ..
[size=12]لكنّ الكلامَ أبى وغَادَرَني..
[size=12]فقلتُ أشوفُ ظلّي في النهارِ..
[size=12]وقلتُ شمسي لم تكنْ عندي..
[size=12]ولا قمري تحدَّرَ من ذرا حُلُمٍ..
[size=12]ولا أصغيتُ للنسيانِ..
[size=12]آخرتي كأوَّلتي
[size=12]طريقٌ للعذابِ، وآخرِ الحسراتِ..
[size=12]أو دربٌ إلى شَغفِ الحياةِ..
[size=12]وكنتُ أمسكُ في يدي جُرحاً طرياً.
[size=12]أوْ أشيلُ عن الندى وردَ الأنوثةِ..
[size=12]أوْ أُدَاورُ أنْ أكونَ هُنا..
[size=12]وأنْ أبقى هناكَ..
[size=12]كأنما أبدٌ يُوزِّعني على الجدرانِ..
[size=12]عينايَ اللتانِ تُعاندانِ الدمعَ..
[size=12]يَحفُرُ في لهيبهما حريقٌ قادمٌ
[size=12]من ضُفّةِ المجهولِ..
[size=12]واستعذبتُ وردَتَها..
[size=12]ولمْ أتركْ لقلبي أنْ يقولَ الصمتَ..
[size=12]حُمّى من كلامٍ لا يبعثرهُ الحنينُ..
[size=12]يدورُ في الجدرانِ..
[size=12]أو فوقَ الوسائدِ والتكايا..
[size=12]إنها صحفُ النهارِ أو الديارِ
[size=12]أو السفيرِ أو اللواءْ..
[size=12]والإتحادُ هنا.. وأنوارٌ هناك..
[size=12]الشوقُ في يدها على مستقبلٍ يمضي..
[size=12]وفي غيبٍ يضيءُ الوهمُ أضرحةَ الحياةْ
[size=12]فلا يشيخُ نداؤُها. ونداءُ ما يُدعى وطنْ..
[size=12]في كلّ شيءٍ لا مَسَتْهُ شفافةٌ ورهافةٌ.
[size=12]كالحزنِ تحصدُ كلمةً وعبارةً..
[size=12]وكأنَها تختالُ في المنفى..
[size=12]غريبةُ هذهِ الأيامِ
[size=12]تهدلُ كالحمامِ
[size=12]تُنيخُ غربتها بغرفتِها الصحافيهْ..
[size=12]كأنّ الحلمَ يُقلقُها، فيحملُها إلى الأسوارِ
[size=12]حين تُلامسُ الأشعارَ..
[size=12]تكسرُ وردَها وتذوبُ في الحريةِ الحمراءِ..