المقدمــــــة
بقلم الشاعر د. جمال قعوار
هذا هو الديوان الثالث لشاعر الجولان الأستاذ سليمان سمارة، وقد أصدر قبله ديوانين: "بين الظلمة والنور" و "ألوان جولانية".
[size=12]في ديوانه الجديد "الجولان رسالة وانتماء" يتابع الشاعر المنحى الذي سلكه في ديوانه السابقين، وذلك من حيث المحافظة على ألفاظ اللغة الأصلية-تحدياً لموجة الألفاظ الهجينة الزاحفة في ركاب الاحتلال- والتمسك بالشكل العمودي الكلاسيكي للقصيدة العربية في إطار الشعر القديم والجميل، فالإيقاع الموسيقي في الديوان يندرج ضمن عدة بحور من أوزان الخليل الفراهيدي، بالإضافة إلى زجلية على أحد أوزان الأدب الشعبي.
[size=12]وقد دأب الشاعر في هذا الديوان على الحديث عن سحر الجولان وجماله أرضاً وطبيعة ومناخاً، وعلى إيضاح رسالة الجولان الوطنية، وارتباطه بالوطن الأم سوريا، وتشبث أهله بالأرض وامتلائهم حماساً ونشاطاً، بالرغم مما تعرضوا له من حملات استعمار واحتلال قديماً وحديثاً، والتأكيد على انتمائهم القومي العربي. وصلابتهم في النضال ضد الدخلاء ومقارعة كل معتد، وتفانيهم في سبيل مجد العروبة وعزتها عبر التاريخ، بما قدموا من تضحيات جسام ممثلة بقوافل الشهداء الأبرار.
[size=12]كما حرص الشاعر كل الحرص على الإلتزام بأن يكون للجولان نصيب وافر في معظم قصائد ديوانه ومرد ذلك، ليس لنظرة إقليمية ضيقة، وإنما نظراً للظروف الصعبة التي عانى ويعاني منها الجولان تحت ظل الاحتلال، والتنبيه أن هناك وطناً محتلاً وأرضاً مغتصبة وشعباً مهضوم الحقوق، تفنيداً لادعاءات المحتلين ومزاعمهم الباطلة بالديمقراطية والمساواة. ولم ينسى الشاعر أن يتحدث عن السلام العادل والشامل في عدة قصائد.
[size=12]وأخيراً نهنئ شاعرنا على إنجاز ديوانه الجديد بما تضمنه من نفحات وطنية عطرة، ونبضات قومية وثابة، وهيام بالأرض والطبيعة، وصور عامرة بالحياة والتفاؤل والتطلع إلى المستقبل الحر الواعد، ونتمنى له التوفيق والسير قدماً في خدمة اللغة العربية والأجيال الصاعدة المتحررة من الاحتلال والتبعية والتخلف وكل مايعيق مسيرة الشعب في الرقي والتقدم والازدهار.