ما الاحتياطات التي يجب على الحامل مراعاتها في الصيام؟
رمضان شهر القرآن وشهر العبادة والخير ينتظره المسلمون كل عام بكل شوق حتى يتسنى لهم التقرب من الله. والمرأة الحامل جزء من مجتمع كبير تريد أن تصوم وتتعبد وتتقرب من الله.
فهل هناك عادات معينة يجب أن تمتنع عنها في رمضان؟
الجواب هو: لا ليس هناك أي عادات يجب أن تمتنع عنها فمثلاً ممارستها للرياضة البسيطة لا تختلف عنها في رمضان، فكما ذكرت في العدد السابق أن ممارسة الرياضة البسيطة عادة يمكن المداومة عليها حتى في رمضان ولكن في أوقات مناسبة معينة يحبذ سؤال الطبيب عنها.
بالنسبة للمتابعة الدورية يحبذ أن تستمر بغرض المراقبة الدقيقة فسواء الضغط أو الوزن أو حتى التحليل المبدئي للبول.
إن صيام كل امرأة حامل لا يختلف بشكل كبير عن أي امرأة غير حامل ولكن طريقة الغذاء وكميته تختلفان، فالحامل يجب أن يحتوي إفطارها على كميات متقطعة من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون لأن تناولها الإفطار بكمية واحدة كبيرة قد يؤثر عليها ويشعرها بالغثيان وصعوبة التنفس (تخمة)، ولهذا يفضل تقسيم وجبتها الإفطارية إلى وجبات خفيفة كاملة من حيث القيم الغذائية.
وماذا عن الفيتامينات؟
لا يجب أن تتوقف الحامل عن تناول الفيتامينات لمجرد فكرة أن الغذاء كاف، لأن الفيتامينات كما ذكر وسيذكر إنما هي لتقوية دم الحامل ومنع إصابتها بفقر الدم.
هناك بعض الأمراض التي تستدعي تناول علاجات مختلفة وفي رمضان لا يختلف الوضع بل يجب أن تؤخذ العلاجات نفسها في أوقات تنسق مع الطبيب الخاص إذا لم تعرف الأخت الحامل كيفية ذلك.
ولكن في حال إصابة المرأة بسكر الحمل الذي يتطلب استخدام الإنسولين هنا تحدد لكل مصابة بالسكر وقت الإنسولين وكميته، لأن الوقت والكمية يختلفان في رمضان عنها في أي شهر آخر. ولكن قد يصعب تنظيم السكر في رمضان ما يستدعي توقف الحامل عن الصيام، على أن تقضي هذه الأيام في وقت آخر. وهنا نواجه صعوبة أخرى في إقناع الحامل بهذا بل يكون الرد في بعض الأحيان (ليست هناك أي مشكلة حتى لو مات الجنين).
سيدتي إن هذا الكلام غير منطقي وسوف تحاسبين عليه عند الله، فهذا الجنين إنما هو أمانة وضعها الله في رحمك فيجب المحافظة عليها.
في رمضان يجب الإكثار من السوائل لأن الجو العام حار، فيجب تعويض سوائل الجسم التي تفقد.
هناك بعض الأمراض التي تستدعي أخذ المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وفي هذه الحالة ننصح المريضة بالإفطار لأن أي تغيير في كيفية أخذ العلاج ووقته غير مقبول لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات هي بغنى عنها.
بعض الأفكار الخاطئة في أن الحامل يجب أن تعوض سكريات الجسم في صيام رمضان بالحلويات الدسمة سواء كانت الشرقية أم أنواع الشوكولاته المختلفة، وهذا خطأ فإن الحامل تستطيع تعويض صيامها كما قلت بالوجبات الخفيفة المليئة بالفيتامينات والقيم الغذائية كالفواكه والخضراوات، ولا مانع من تناول الشيء البسيط من هذه الحلويات إذا لم يوجد مانع.
وماذا عن زيادة الوزن في هذا الشهر؟
يجب أن تكون الزيادة طبيعية كأي شهر آخر ولكن ما نلاحظه في عيادتنا الزيادة الملحوظة في الوزن التي ترجع إلى تناول الكميات الكبيرة من الأغذية التي لا قيمة غذائية لها.
هل الإفرازات المهبلية الكثيفة تفطر في رمضان؟
وهذا ما يجعلنا نصل إلى نقطة مهمة وهي أن الفحص المهبلي وأخذ عينة من المهبل وعنق الرحم لا يفطران.
عندما نطلب فحص دم للحامل تعتقد الأخت الحامل أن هذا التحليل الدموي إنما يؤدي إلى الإفطار، ولكن مرة أخرى نؤكد أن التحاليل البسيطة التي نطلبها إنما هي كميات نسيطة جدًا لا تؤثر على صيام الحامل بشكل خاص ولا عليها بشكل عام. أي باختصار شديد إن متابعة الحامل في رمضان لا تختلف عنها في أي وقت آخر.
هل النزف الذي قد يصاحب الحمل كحالات نزول المشيمة، يفسد الصيام؟
كلا فحالات النزف المصاحبة إنما هي بسبب وضع المشيمة نفسها وليس بسبب دم النفاس إلا إذا صاحب هذا النزف ولادة، فحينئذ يكون وضع الصيام كوضع الوالدة.