هي الآن تصعد
فَطَمَتْ ريم صالح "ابنَها ثم ذهبَتْ لتفجّر نفسَها فداءَ فلسطين
هو القهرُ صار حزاماً
فلا تسألوا الأرضَ
كيف لبْستِ الحزامَ
وفجَّرتِ وَرْدَكِ
ماذا ستفعلُ عصفورةٌ
أحرقوا عشَّها تحت مرآى الغمامْ
وماذا ستكتبُ في دفترِ الجرحِ ليلى
"وريمُ" التي فَطَمت ابنها
قبل بدءِ انفجارِ الندى
في جناحِ اليمامْ
واشترَتْ لأخيهِ الصغيرِ قطاراً
وغنَّتْ له كي ينامْ
هي الآن تصعدُ
تقطفُ شمساً مؤجَّلةً
وتقدِّمُها للجليلْ
هي الآن تخرجُ عن طاعةِ الرملِ
تكتبُ ينبوعَها الكرمليَّ
بحبْرِ السَّحابْ
وريم "التي لم تجدْ خيطَ ماءٍ
يُضمِّدُ صحراءَها
تحت جمرِ الغليلْ
قرَّرَتْ أن تُغَيِّرَ مجرى المحالْ
وتحفرَ نهراً سواهْ
هي الآن تبزغُ تبزغُ
تعقد شالاً على
صدرِ عصفورةٍ ذاهبَهْ
صوب تلك التلالْ
التلالُ الجميلةُ تقرأ طالعَها
في فناجين ضحكتِها الداميَهْ
هي الآنَ تصعدُ تصعدُ
ذاك المُزاودُ يصعدُ أيضاً
وشتَّان بين صعودٍ ذليلٍ
وبين صعودٍ جليلْ
******
****
***
ويكتملُ المشهدُ الدَّمويُّ
يطيرُ الجميعُ إلى جنةٍ
عرضُها كلُّ هذي الزنابقِ
محمولةً في النُّعوشْ
يذوبُ عن المرْجِ ثلجٌ
وعن عوْرةِ الوقتِ
يسقطُ توتُ العروشْ
نشيدٌ.. نشيدْ
وتحت شتاءِ الرصاصِ
تغنّي رفحْ
و"عبدُ العزيز"(1) الذي
بعثَرَتْهُ "الأباتشي"
تجمَّعَ في موقدِ اللهِ
يتلو قناديلَهُ المورقاتِ
نشيداً ليافا
وديرِ البلحْ
"وياسينُ" من كثرةِ الغيمِ صارَ سماءً
وقوسَ قزحْ
نشيدٌ.. نشيدْ
وتحت الرصاصِ يغنّي العراقْ
ويلتحقُ النَّخلُ بالبرتقالِ
وتشتقُّ تقويمَها الأرضُ
من وردةِ الاحتراقْ
فسبحانَ من مَزَجَ المشعلينِ
لتأخذَ صفصافةُ الموتِ
شكلَ البُراقْ
25/4/2004
(1) عبد العزيز الرنتيسي/ والشيخ أحمد ياسين من قادة المقاومة الشهداء.